البحث

الـحـب .. الـبـحـر .. الـمـطـر

الصورة لأحد شوارع بورفؤاد القديمة


سأتخلى قليلاً عن الوزن
عن القافيه
عن الموسيقى
سأكتفي بحبيبتى


سأكتفي بموسيقى تذكرها
برحيق مرورها برأسي
سأكتفي بالورده

هل تذكرين حبيبتي الورده ؟
لقد أهديتها لي
منذ أربع سنوات

أيام كان حبنا في وهجه
وفي ريعان شبابه

مازالت وردتك الجميله
تختبئ داخل كتابي
وردة جورية حمراء


لم أخرجها منه يا حبيبتي
لم أخرجها حتى الآن
لم أقرأ بعد
ماحول الورده من صفحات

حبيبتي
أين أنتِ الآن ؟
بل أين أنا
أين شاطئ بورفؤاد
وعواصف الرمل في الشتاء

هل تذكرين حبيبتي ؟
هل تذكرين عواصف الشتاء ؟
بل عواطف الشتاء
وحب الشتاء
وضمة الشتاء

حبيبتي
حبنا كان أسطوره
وسيبقى أسطوره
فكل أساطير الحب تنتهي بالفراق

وأعظم قصص العشق
هي التي مات أصحابها
ولم يتزوجون

حبيبتي
ماذا لو كنا معاً الآن ؟
نحن الآن في بداية الشتاء
هل تذكرين الشتاء ؟
وإستقبال المطر على شاطئ بورفؤاد ؟
أجمل شواطئ الأرض
والسماء

حبيبتي
انا أعتذر لحبك
أعتذر لعينيكِ
فأنا لم أكتب لك شعراً
ولم أحاول
لقد سألتني يوماً
ألم تكتب لي قصيده
فقلت لا
ولن أكتب

فجميع قصائدي أهديتها إليك
ولكني لم أكتبك في إحداهن

لأن محاولة وصفك في أبيات الشعر
أشبه بمحاولة نقل البحر بفنجان قهوة

فالشعر يا حبيبتي لا يكتب الحب
ولا يستوعبه

انا واثق من أن قيس لم يحب ليلى
وأن جميل لم يحب بثينه
وأن عنتره لم يحب عبله
إنهم أحبوا قصائدهم
وأحبو أنفسهم كشعراء
وما كانت ليلى و بثينه
وعبله
إلا آداه يُكتب فيها الشعر
إنهن يا عزيزتي لسن إلا كالموديلات
كفتيات الإعلانات
لسن جزءاً من القضيه
بل كن كالتماثيل
التي تعلق عليها الملابس في الأسواق

لكنك أنتِ يا حبيبتي
كنتِ القضيه
والفكر
والعقيده

فأنتِ يا حبيبتي تدخلين في لحمي
وفي دمي وأعصابي

لذلك لم أكتب لك شعراً

فالشعر يا حبيبتي ليس بمستواك
واللغة أيضاً ليست بمستواكِ
والحب ليس بمستواك

حبيبتي

إن الحب يعجز أن يهواك
والشعر يعجز أن يكتبكِ
بل يرمي أمامكِ مفرداته
كما يرمي المحارب
سيفه المكسور

حبيبتي
حبيبتي
حبيبتي

هل كان يوم وداعنا حقا
هو يوم الوداع ؟

هل كان آخر لقاء لنا منذ ثلاثة أعوام
هو آخر لقاء ؟

لا أعتقد
لا أعتقد
لا أعتقد

بل

لا أريد