عامٌ يجيئ وقبله عامٌ مضى
والذكريات كجدولٍ ينساب
مالي أحس بأن عمري واقفٌ
وبأن أحلام المحب سراب
أحيا وآلامي تسافر في دمي
وبداخلي فقد الفؤاد صواب
لا الوقت أنساني فراق أحبتي
أبداً ولا كل العذاب عذاب
تحيا مشاعرنا وتسحقنا معاً
في ذكريات الحب والأحباب
والحزن يدخل غرفتي ويزورني
من دون أعذارٍ ولا أسباب
حتى مكاتيب الغرام تحولت
من حزنها فكأنها أحطاب
لا الشعر يأتيني ولا أنغامه
ومشاعري ذهبت بغير إياب
هل تلك أشعاري وما كتبت يدي ؟
أم تلك أوهامٌ ومحض سراب
***
يابورسعيد أنا أتيتكِ عاشقاً
فلتذكريني عاشقاً أواب
قابلت فوق ثراكِ كل أحبتي
وعشقت فيكِ مآذناً وقباب
قد جاء بي شوقي وحرقة أضلعي
لأبوس فيكِ الرمل والأتراب
قد جاء بي جرحي ونزف مشاعري
فأنا بدونك فاقدٌ ومصاب
مازلتُ أذكر فيك كل خميلة
حتى دروبك من حصىً وتراب
فيكِ الجمال وفيك طعم ثقافتي
فأنا عشقتكِ وردة وكتاب
إني أحبكِ يا بلاد حبيبتي
وأنا بعشقي للورود أعاب
يابورسعيد أليس دونك موطنٌ
ترتاح فيه الروح بعد عذاب ؟؟
***
لي فيك يا هبة القنال حبيبةً
هي كل ما أوتيت من أحباب
والبحر يعرفنا ويذكر حبنا
حتى السماء نوارس وسحاب
هل تذكرين كلامنا وعهودنا ؟
ولغاتنا بالعين والأهداب ؟
هل تذكرين دموعنا وعذابنا
هل تذكرين تفرق الأحباب ؟
وشواطئ الحب التي ذوبتٌها
قُبلاً وأحضاناً بغير حساب ؟
مهما تفرقت الخطى وتباعدت
فالحب يا أرض الهوى غلاب
***
إن الحبيبة في الغرام تلومني
وتقول أني شاعرٌ كذاب
إن كان هذا حكم من سكنت دمي
ما شأن ما يأتي به الأغراب ؟؟
وتباعدت عني بغير جريرةٍ
إلا لأني عاشقٌ أوابُ
***
ما في النساء إذا عرفتَ تغايرٌ
فغرامُ أسماءٍ كحب رباب
مابين فاتنةٍ تحب و غيرها
لا فرق إلا شبةٌ وسراب
إن الأنوثة في جميع تجاربي
مثل المحارق قربهن عذاب
لو أخلصت أنثى لأجل حبيبها
سيجف بحرٌ أو يشيب غراب
انا للمحبة قد وهبت مشاعري
وجزاء قلبي قسوة الأحباب
و لكم رأيت عجائباً وعجائباً
ورأيت أمطاراً بغير سحاب
فإذا لعنت الحب أو عاديته
فلديَّ أعذارٌ ولي أسباب
فأنا محبٌ والحنين خطيئتي
والله يغفر إنه التواب